كيف ستؤثر المفاوضات على لبنان وملف سلاح “حـ.ـزب الله”؟
April 15, 2025
بينما تتقدّم المفاوضات الأميركية-الإيرانية بوتيرة محسوبة، يفتح المشهد الإقليمي باب التساؤلات حول تداعيات هذا المسار على ملفات حساسة، وفي طليعتها لبنان، الذي يعيش تحوّلاً داخلياً غير مسبوق وسط أزمة سياسية واقتصادية معقّدة. في هذا السياق، يبرز ملف سلاح “حزب الله” كأحد أبرز النقاط الجدلية، داخلياً وخارجياً، ويرتبط بشكل مباشر بالتموضع الإقليمي لإيران، التي تُعتبر الراعي الأساسي للحزب.
يرى الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير أن العلاقة بين المفاوضات الجارية ومستقبل سلاح “حزب الله” ليست مباشرة. ففي حديثه لموقع MTV، يؤكد أن الحزب لا يطرح مسألة نزع السلاح في الوقت الراهن، بل يضعها ضمن إطار الحوار الوطني حول استراتيجية دفاعية شاملة. ويُعزّز موقفه هذا بوجود الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الأراضي اللبنانية، ما يوفّر، من وجهة نظر الحزب، مبرّراً لاستمرار امتلاكه للسلاح.
لكن ما بين السطور، يُلمح قصير إلى أن أي تقارب أميركي–إيراني من شأنه أن يُحدث ارتدادات إيجابية على الساحة اللبنانية. فاستقرار العلاقة بين الراعيين الإقليميين – واشنطن وطهران – قد يخلق مناخاً أكثر ملاءمة لإعادة فتح النقاش الداخلي حول مسائل حساسة، منها دور “حزب الله” في الدولة، وموقعه ضمن المعادلة السياسية والعسكرية.
ويشير قصير أيضاً إلى أن الحزب بدأ يعيد رسم صورته ودوره في ضوء التغييرات الإقليمية، خاصة بعد تراجع نفوذ النظام السوري الذي كان يشكّل غطاءً استراتيجياً له. هذا التحوّل، إلى جانب المتغيرات في علاقات طهران مع الخارج، قد يفتح الباب أمام تحوّلات داخل الحزب نفسه، حتى وإن كانت بطيئة أو غير معلنة.
الخلاصة التي يُمكن استخلاصها من كلام قصير هي أن مستقبل سلاح “حزب الله” لن يُحسم بمعزل عن البيئة الإقليمية، وعلى رأسها الموقف الإيراني، ولا عن الحسابات الداخلية التي تشمل توازنات دقيقة بين القوى اللبنانية. وبالتالي، فإن الحديث عن نزع السلاح ما زال مبكّراً، لكنه لم يعد خارج النقاش، خصوصاً إذا نضجت الظروف السياسية داخلياً وإقليمياً.